ملاحضات حول المثلية الجنسية ومونديال قطر ومسالة الجيندر في كوردستان

دراسة من اعداد د. عثمان علي  مدير-مركز تاسك

رقم الدراسة 11، 2022

لا يخفى علينا أن مسألة المثلية والتي تختفي في كوردستان تحت واجهة الجيندر ورفع الغبن عن المرأة مسألة ستواجه المجتمع الكوردي ويجب التعامل معها برؤية حضارية وعلمية بعيدة عن التعصب والتبعية الفكرية للاخرين.

المثلية الجنسية: أزمة القرن الـ 21، والتي تم إثارتها خلال فعاليات كأس العالم في قطر من جديد، بعدما حظرت قطر أي شكل من أشكال دعمها وما أثاره من غضب غربي واسع، والمسألة هنا لا تتعلق بالعرب وثقافتهم ودينهم الإسلامي الذي يحرم مثل هذه العلاقات، إلا أنها تثير جدلا في المجتمعات الدولية وتحدث انقساما بين من يسيرون على الفطرة السليمة للإنسانية ويرفضونها وبين داعمين لكل ما هو مختلف وجديد. هناك من يقبلها ويؤطرها ضمن مسائل حقوق الانسان. وهناك في المجتمعات الغربية مراكز دراسات بيولوجية لتبرير هذا النوع من التصرف البشري الذي له جذور منذ قديمة. وهناك من يقول بأن هذه الحالة من التصرف البشري جنسيا حالة شاذة كما وصنفت الأفعال التابعة للمثلية الجنسية، ضمن قائمة الأعمال المنافية للآداب وغير المقبولة مع زنا المحارم والميل الجنسي للأطفال أو البيدوفيليا والتصرفات الوحشية، واصفين جميع هذه الممارسات بالمعادية لله. ولكن ليس هناك أي شك أن المثليين رغم أنهم لا يتجاوزون حتى 1% من نفوس المجتمعات الغربية، واقل من ذلك في المجتمعات الغير الغربية، إلا أن لهم سطوة في الاوساط السياسية الغربية والاعلامية والفنية والرياضية. وتريد هذه الاقلية ليست فقط قبولا من الاخرين بل فرض رؤيتها للحياة على الاكثرية الرافضة لها وتحاول أن تتستر في غطاء حقوق الانسان الاساسية وعالمية قيمها وباعتبارها جزء من الفطرة الانسانية لفرض أجندتها على الاخرين. وما نراه في مونديال فطر من جدل المثلية ليس إلا وجه من هذا الصراع للهيمنة.

الأزمة بدأت بإجبار قطر طائرة ألمانية على عدم الدخول وهي تحمل إشارة دعم المثلية الجنسية، وعاد المنتخب الألماني بالفعل أدراجه ليتوجه لقطر مرة أخرى بعدما استقل طائرة لا تحمل شارات دعم المثلية، فضلًا عن قوانين الفيفا التي منعت ارتداء هذه الاشارات الداعمة، والحوادث المتعددة بإجبار الصحفيين أو أي شخص على عدم ارتداء أو حمل مثل هذه الاشارات، وصولًا إلى اعتراض المنتخب الألماني الأخير على هذه القرارات قبل أن يُهزم من اليابان أمس الأربعاء.

ولكن كيف تنظر دول العالم نفسها إلى دعم المثلية الجنسية؟

صحيح أن ألمانيا واليابان وبريطانيا على سبيل المثال يدعمون قوانين المثلية الجنسية بصورة كاملة، إلا أن هذه المسألة تواجه انتقاد ورفض تام واسع المدى داخل الدول الغربية نفسها، فضلًا عن موقف الفاتيكان الرافض لها.

بعث الفاتيكان في شهر يونيو لعام 2021، برسالة إلى الحكومة الإيطالية يطالبهم فيها بعدم الموافقة على مشروع القانون الذي يتم اصداره في الوقت الحالي، والذي يجرم انتقاد المثلية الجنسية في البلاد.

وقالت الكنيسة الكاثوليكية، إن اعتماد هذا القانون سيعد انتهاكا واضحا للاتفاقية المبرمة بينها وبين إيطاليا في 1920، والتي تضمن للكنيسة حرية الرأي والفكر.

ويرى الفاتيكان أنه إذا تم التصديق على هذا القانون سيتم إجبار المدارس على تنظيم فعاليات مثل “العيد القومي للمثلية الجنسية” يحتفل فيها الأطفال بالمثليين. ومدارس أستراليا تمنع أي شكل من أشكال تداول المعلومات أو دعم المثلية الجنسية وفرضت مدارس تابعة للكنيسة بدولة أستراليا، شرط توقيع الطلاب الذين يرغبون في الالتحاق بالمدرسة على وثيقة تجرم المثلية الجنسية. المجر تواجه تضييقا من الاتحاد الأوروبي بسبب رفضها للمثلية الجنسية. وترفض روسيا المثلية وتجرم مرتكبيها بغرامات مالية كبيرة والسجن . واعتبر بوتين  تصدير القيم الغربية والمثلية جانبا من حرب اوكرانيا.

إن جذور الازمة المثلية رغم كل المحاولات لتاطيرها وتأصيلها كقيم انسانية وجزء من الفطرة هي فعلا حالة مرضية ولها اسباب اجتماعية ونفسية كثيرة ويحتاج الى جهود بشرية بالتعامل معها وايجاد السبل الكفيلة لمعالجتها بطرق علمية تراعي الظروف الانسانية للمصابين بها. ولكن الدراسات البيولوجية لتفسير هذه الظاهرة لا تجد أي دليل بكونها خلل بيولوجي في جسم الانسان، وإنها حالة مكتسبة حالها حال الكثير من العادات المكتسبة للناس والتي قد تكون مفيدة وقد تكون ضارة للمجتمع.

تدعي دعاة المثلية الجنسية بأن هؤلاء الناس خلقوا على فطرة المثلية وانهم ضحايا الطبيعة ويجب ان نقبل بهم كما هم ولا نعارض نزعاتهم الجنسية. ولكن أجرى مجموعة من خير الباحثين في جامعة هارفارد دراسة في الجينات للمثليين وغيرهم ولم يجدو اي فرق بينهم او جين خاص يتحكم في النزعة الجنسية ونورد أعلاه بعض مقتطفات الدراسة:

لا يوجد جين واحد لكونك مثلي الجنس، وعلى الرغم من أن الجينات يبدو أنها تلعب دورًا في تحديد التوجه الجنسي والسلوك المثلي، إلا أنها ضعفية ومعقدة. هذه خلاصة ورقة بحثية أعدها فريق دولي من الباحثين، شارك في قيادتها بنجامين نيل من معهد برود في هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، نُشرت في مجلة Science. . قام الفريق بتمشيط جينومات أكثر من 470.000 شخص في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لمعرفة كيف ترتبط المتغيرات الجينية في ملايين الأماكن المختلفة في الجينوم بما إذا كان المشاركون قد مارسوا الجنس مع شخص من نفس الجنس. الدراسة، التي تعد أكبر تحقيق من هذا القبيل في النشاط الجنسي حتى الآن، أصبحت ممكنة من خلال الجمع بين البيانات الجينية والسلوكية من أكثر من 400000 شخص من دراسة BioBank في المملكة المتحدة، ومن 70.000 عميل لشركة الاختبارات الجينية 23andMe المستخدمة في البحث.

وجد الباحثون خمسة متغيرات جينية – تغييرات في موقع واحد في تسلسل الحمض النووي – مرتبطة بالسلوك الجنسي المثلي: اثنان منها لهما تأثير كبير في الذكور فقط ، وواحد فقط في الإناث.

تأثير كل متغير صغير وغير متسق: على سبيل المثال ، لاحظ المؤلفون أنه في أحد المتغيرات الخاصة بالذكور ، الأشخاص الذين لديهم جزيء ثايمين (“T”) في مكان معين في التسلسل الجيني على الكروموسوم 11 لديهم كان هناك احتمال بنسبة 3.6 في المائة لممارسة الجنس مع ذكور آخرين ، في حين أن الأشخاص الذين لديهم جزيء جوانين (“G”) لديهم احتمال 4 في المائة. أظهرت المتغيرات الأربعة الأخرى المهمة (على الكروموسومات 4 و 7 و 12 و 15) تأثيرات مشابهة ، أو حتى أصغر.

قال نيل ، مدير علم الوراثة في مركز ستانلي لأبحاث الطب النفسي في برود وأستاذ مشارك في الطب في كلية الطب بجامعة هارفارد (HMS): “من المستحيل فعليًا التنبؤ بالسلوك الجنسي للفرد من خلال جينومه”. . في الواقع ، قدر الفريق أن المتغيرات الجينية التي درسوها يمكن أن تتنبأ في أحسن الأحوال ، ما بين 8 في المائة و 25 في المائة من التباين المبلغ عنه في السلوك الجنسي للفوج بأكمله. (الفكرة القائلة بأن المتغير الثنائي – أي ما إذا كان الذكر قد مارس الجنس مع ذكر آخر أم لا – قد يبدو متباينًا بحد ذاته ، ولكن هذا الرقم مماثل لتقدير أن 50 بالمائة من التباين يمكن أن يُعزى ارتفاع السكان إلى الجينات – فهو يشير إلى الاختلافات داخل السكان ، وليس المساهمة الجينية في سمات أي فرد). الباقي يعود إلى النطاق الواسع للتأثيرات “غير الوراثية” أو “البيئية” – والتي قال نيل “يمكن أن تتراوح من أي شيء في الرحم على طول الطريق إلى من تصادف أنك تقف بجانبه على الأنبوب في الصباح. ” (www.harvardmagazine.com › 2019 › 08There’s (Still) No Gay Gene | Harvard Magazine

Aug 29, 2019 )·

اما الاديان السماوية  كاليهودية والمسيحية والاسلام وغيرها من الاديان تكاد تجمع قاطبة على كون المثلية الجنسية انحراف وشذوذ من الفطرة الانسانية. وان الله سبحانه وتعالى يخبرنا في القران الكريم وفي سورة اللوط بان المثلية الجنسية هي طريق لتدمير الشعوب وهلاكهم. وقد تقول دعاة الفيمنيزم والمثلية الجنسية ان الاديان من صنع الرجال ” البطريركية الابوية “(وتسمى نظام أبوي وذكوريّة). ولكن السؤال الذي يتبادر على بالنا هو لماذا لم تظهر المثلية الجنسية بين النساء كظاهرة وحركة في التاريخ ولماذا لم تظهر نبيات يدعون الى المثلية الجنسية؟ وبالعكس هناك الكثير من المؤمنات وفي الاديان السماوية الكبيرة وخاصة في الاسلام والمسيحية واليهودية يلعبن دورا محوريا مثل السيدة مريم العذراء في المسيحية واسيا زوجة فرعون في العهد القديم ونساء الرسول (ص) وخاصة عائشة (رض). كما تلعب النساء دورا مهما في الديانة البوذية والهندوسية والديانات الخاصة بالحضارة السومرية والبابلية ويونان القديمة، وهناك الكثير من النساء الآلهات في تلك الحضارات، لذلك القول بأن الديانات من خلق البطريريكية الابوية غير صحيح ولا تستند إلى الحقائق التاريخية.

السؤال اذن كيف انتقلت الفيمزنيم والمثلية الجنسية والتي هي أحد مفرزات النظام الراسمالي والليبرالية المتطرفة الى خارج اوروبا.  للاجابة على ذلك نقر هنا كما أسلفنا اعلاه بان ظاهرة اللواطة والمثلية الحنسية موجودة في الكثير من المجتمعات عبر التاريخ ولكن كانوا يعيشون على هامش المجتمعات ولم يفرضوا هيمنتهم على الاكثرية الساحقة من المجتمعات كما نراه اليوم في المجتمعات الغربية.

 

اذن كيف أصبح الرواج للمثلية الجنسية وبهذا الشكل الواسع؟ طبعا المثليون في هولويد والمؤسسات الفنية  الغربية يشغلون حيزا كبيرا في السينما والمسرح العالمي وحتى لهم باع طويل في الالعاب والدراما الخاصة للاطفال في الغرب والتي تصدر الى مجتمعات الغير الغربية . كما ركزت اللوبيات المثلية على وسائل الاعلام المهيمنة في الغرب ومن يخالف من الوجوه الاعلامية المثلية يكون عليه هجمة قوية وعليه ترك الساحة والاعتذار العلني وحتى توجيه التهم عليه في المحاكم. ونفس الشيء تنطبق على مجال السياسة واليوم يجب ان يقر علنا في امريكا واوروبا الغربية كل سياسي يريد خوض الانتخابات بانه يؤيد المثلية الجنسية والا ستكون عليه هجمة اعلامية  ويكون منبوذا ويضطر الى ترك السياسة وحتى الاعتذار العلني. وما نراه في مونديال القطري تجسيد حي لما نقول . وان الاكثرية الساحقة  من اللاعبين لا يمارسون المثلية الجنسية ولكنهم تحت تاثير الاعلام وضغوط نواديهم الرياضية للترويج للمثلية الجنسية.

كيف انتقلت الترويج العلني للمثلية الجنسية في مجتمعاتنا خاصة في كوردستان؟ ان كوردستان جزء من الحضارة الاسلامية الشرقية التي لم تعرف عبر التاريخ هذا الرواج الشائع للمثلية الجنسية. ولكن هيمنة الحضارة الغربية على العالم ادت الى ان يقول قسم من قادتنا السياسيين والمفكرين بأن التقدم في المجتمعات البشرية لا تتم الا بالاستلهام من الغرب وقيمه وفي الحقيقية هؤلاء المفكرين المتغربين منبطحين امام الحضارة الغربية بكل ايجابياتها وسلبياتها. فنرى معظم دعاة التغريب في العالم الاسلامي ايضا كانوا من دعاة الفمينزمية كامثال مصطفى امين وطه حسين المصري ومالكوم خان الايراني وعبدالله جودت الكوردي الكمالي.  ويقول الاخير ان هناك حضارة واحدة  للبشرية وهي  الحضارة الغربية  وكل ما عدا ذلك تخلف.علما ان عبدالله جودت هذا قد تخلى في الاخير عن الاسلام واعتنق البهائية.

(M. Şükrü. Hanioğl , Bir siyasal düşünür olarak Doktor Abdullah Cevdet ve dönemi Publisher:Üçdal Neşriyat, İstanbul, 1981).

ان الانبهار بالغرب ظاهرة اجتماعية يفسرها العالم المسلم ابن خلون ويقول: ان الشعوب المقهروة تحاول تبني حضارة الشعوب القاهرة لها. وبعد ذلك اقتبس الكثير من علماء الاجتماع في الغرب هذه الفكرة  ومن ضمنهم كارل ماركس ولكن الاخير كان يرى بان هذه حالة ايجابية لانه كان ينطلق من النزعة المركزية الاوروبية التي ترى عالمية حضارتها وبكونها حسب النظرية المادية الجدلية طريق حتمي لكل الشعوب وهذا كان تبرير للاستعمار الاوروبي للهند وشعوب القارات الاخرى.  وان معظم مفكري عصر التنوير الاوروبي يتبنون هذه النزعة الاوروبية المركزية في اطروجاتهم خاصة الفيلسوف اليهودي دوركهايم وصاحب نظرية الوضعية جوستاف لوبون وداروين  واصحاب النظريات البيولوجية التي بررت للعنصرية الاوربية وتفوقها.  تعمل  اليوم مؤسسات منظمة الامم المتحدة الفكرية والثقافية ضمن هذا المنطلق الاوروبي المهيمن عليها وتجسد ذلك في بيان حقوق الانسان العالمي حيث اعتمدت الجمعية العامة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في باريس في 10 كانوان الأول/ ديسمبر 1948 والتي بمجملها التصور الاوربي لحقوق الانسان.

(International human rights: a Western construct? – The Express …

https://tribune.com.pk/…/international-human-rights-western-construct ).

أما السؤال الأكبر هو: فهل من حق أوروبا كدول أو كمؤسسات لعب دور الوصي على حقوق الإنسان ومواطني العالم؟ وهل تملك من الإرث القديم أو الحديث ما يؤهلها لذلك؟ أسأل نفسي هذا السؤال وتمر بذاكرتي مجازر الاحتلال وسرقة الثروات الوطنية، خاصة في إفريقيا التي بنيت أوروبا الحديثة بجهود أبنائها وبثروات بلادهم التي أخذت بلا ثمن أو بثمن بخس بعد الاستقلال وتولي حكومات عميلة شؤون البلاد.. يمر بذاكرتي التاريخ الحديث والسجون السرية وصفقات الأسلحة وتصنيع أدوات التعذيب التي تصدر للدول في العالم الثالث، خاصة الدول العربية التي يتم انتقادها فيما بعد بسبب حقوق الإنسان.

المثلية الجنسية في كوردستان تحت ستار الجيندر :

لا يخفى على احد ان وضع المراة في كوردستان بحاجة الى عناية تامة ودراسة سبل  اصلاحها ويجب الاخذ بيد المصلحين من الرجال والنساء ودعمهم بكل السبل الممكنة، ولا يمكن بناء مجتمع سليم ومتطور الا بوجود نساء متحررين من قيود التخلف والسلطة الابوية الغير المقيدة من الشرع . ولكن تحرير النساء واصلاح حالهن  شيء  والمناداة بتغريب المجتمع الكوردستاني ذات القيم الاسلامية الكوردية شيْ  اخر وقد يؤدي تطبيق القيم الفيمنستية  في كوردستان ( والتي قد تصلح قسما منها للمجتمعات الغربية )الى خلق اوضاع اسوء  للمرأة  الكوردستانية مما هن عليه الان. فهناك منظمات نسوية اليوم في الاقليم مدعومة من قبل الممظمات الغربية لتطبيق اجندة الحركات النسوية الغربية في الاقليم دون مراعاة للقيم والعادات للمجتمع الكوردستاني .  ومما يؤسف له ان قسما من هذه المنظمات تحظى بدعم دوائر واشخاص متنفذين في حكومة الاقليم. علما ان هذه الشخصيات من النساء والرجال في الدوائر الحكومية قد لا يفهمون اجندات هذه المنظمات ولكن يدعمونهم من باب التبعية الفكرية ولانهم تحت تأثير اللوبي المتنامي للحركات النسوية الفيمنستية في الاقليم. فليس كل من يدعو الى اصلاح حال المرأة فعلا تعمل لها.  وهناك وعي جماهيري متنامي في كوردستان بأن اكثر المنظمات النسوية تعمل باجندات غربية  وبدأت نتائج نشاطاتهم الهدامة تخل بالقيم العائلية. وليس هناك منظمة ورقابة على عمل هذه المنظمات في الاقليم. ومن يريد فهم الدور التخريبي لهذه المنظمات عليه فقط مراجعة سجلات المحاكم في مسألة الازدياد المخيف لنسب الطلاق. وكذلك قراءة كتاب (ئۆقیانووسێك له‌ تاوان). وكان من المفروض ان تشكل لجنة تحقيقية حول ما جاء من معلومات خطرة عن الاشخاص المتورطين في استغلال النساء من خلال تلك المنظمات النسوية.

وقد تبرعت مؤخرا منظمة اوروبية مدعومة من الاتحاد الاوروبي بمبلغ مليون دولار لمركز دراسات الجندر في الجامعة الامريكية في السليمانية، وقال القائمون لهذا المركز في مؤتمرهم بان المبلغ ستصرف لخلق المساواة بين المراة والرجل ومحاربة السلطة الابوية في الاقليم (وهي عبارة تخفي وراءها محاربة القيم الشرعية والكوردية). وايضا صرح المؤتمرون بانهم سيضغطون على السلطات في الاقليم تنظيم دورات اجبارية للشابات وادخال برامج في النظام التعليمي بدءا من الدراسة الأساسية لصالح الفيمنستية الغربية.  ويكفي ان نشهد هنا بتصريح الدكتورة جومان هه ردي الناشطة في الحركة الفيبمنستية ورئيسة مركز دراسات جيندر في الجامعة الامريكية في السليمانية، التي استلمت منظمتها مليون دولار مؤخرا من الاتحاد الاوروبي. حيث قالت في تغردة على حسابها على موقع تويتر في 2 نيسان سنة 2021 ما يلي:

أي: أنا أدعم المثلية الجنسية، وأرجو من الآخرين أن لا يشبهوا المثلية الجنسية بعملية التحرش الجنسي للاطفال (pedophilia) والعهر والاخلاق السيئة، وحقوق المثليين جزء من حقوق الانسان”.

ونرى أن الاستاذة جومان هه ردي من عائلة محترمة، وهناك العديد من الناشطات يعملن في تلك المنظمات النسوية، فيجب عدم الإساءة إليهم واتهامهم بتهم غير لائقة ، بل نفتح معهم باب الحوار،  أو يقدم الآخرون برامج علمية ومنظمة لإصلاح أحوال المرأة الكوردية بطريقة تتفق مع واقع المجتمع الكوردي وشريعتها الاسلامية. فان القيم الشركية والالحادية لا تؤدي الى رفع الظلم بل ترسخه لان الله سبحانه وتعالى ربط ربطا عضويا بين الشرك والظلم (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [سورة لقمان، الآيى13].

علما تقوم الحكومة الامريكية والاتحاد الأوروبي بجهود أخرى لدعم الحركة المثلية الجنسية في إقليم كوردستان، كما عبرت القنصلية الأمريكية وفي عدة مناسبات عن دعمها وتعاطفها للحركة الفيمنستية والمثلية الجنسية في إقليم كوردستان، وعبرت القنصلية عن قلقها البالغ للاعتقالات التي طالت مجموعة من المثليين في شوارع السليمانية، علما من حق حكومة الإقليم أن تتخذ أي تراها تدعم أمنها القومي وتحفظ على سلامة نسيجها المجتمعي والثقافي. ومن الجدير بالذكر حتى في كثير من المجتمعات الغربية وبالتحديد الولايات المتحدة الأمريكية لا تسمح الحكومة بممارسة ومفاتحة الآخرين لممارسات الجنسية بصورة عامة والمثلية الجنسية بصورة خاصة في الأماكن العامة. لذلك نأمل من الحصرين على سلامة القيم المجتمعية الكوردية أن يعترضوا من القنصلية الأمريكية بالكف عن التدخل في وشؤون الإقليم في هذه المسائل، وأن يركزوا في جهودهم في الإقليم على الإصلاحات السياسية والإدارية والقضائية.

استنتاجات الدراسة:

ان حال الرياضة هو كحال العلم وهو سلاح ذو حدين قد تستخدم لأغراض انسانية وقد تستخدم لأغراض غير صحيحة. وإن القران الكريم قد حث على الرياضة حين ذكر مناقب النبي يوسف بالقوي الأمين، والقوي هنا تعني كل الجوانب، ولا تستثني القوة الجسمانية. وأيضا حينما ذكر القرآن الكريم قصة الملك طالوت وصفه بأن الله وزوده بالقوة الجسمانية إلى جانب القوة العلمية، وهذه إشارة في القرآن الكريم إلى أهمية القدرة والصحة البدنية. وكان الرسول (ص) يشجع أصحابه على الرياضة، ويقول عليه السلام” المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف. كما يوصي ابناء الأمة بالسباحة وركوب الخيل كرياضة العصر آنذاك وورد في السيرة النبوية أنه عليه السلام مع أم المؤمنين عائشة (رضي الله عنها) كانا يتسابقان في الركض وفي مسجد الرسول.

اذن ما تريده دولة قطر حينما تمنع شركات الخمر الدولية، ومنظمات المثلية الجنسية، هو اعطاء صورة أخرى وإيجابية للرياضة ولمونديال وتقول للغربيين يجب أن تعلموا بان قيمكم الحضارية ليست بالضرورة قيم عالمية ولا تستطيعون فرضها علينا. فقال مسؤول كبير قطري لا نستطيع من اجل شهر واحد ان نتخلى عن قيمنا الاسلامية والعربية.

وتعتبر هذه الإجراءات التي اتخذتها دولة قطر في المونديال تعتبر أكبر تحدي عالمي للمنظمات المثلية الجنسية، وفيها دروس لكل المسلمين والبشرية جمعاء. وعلى شعب كوردستان ان تعي أن المثلية الجنسية التي تستورد الينا باسم الجيندر هي خطرة على قيمنا الكوردية وعلى نسيج المجتمع الكوردي.